كنت أتحدث همساً ربما
لا أدري بالتحديد ، ولربما خرجت كلماتي من حلقي حقاً فكانت خافتة لدرجة ألا يسمعها آخرون
!!
ماحدث هو أني وجدتهم متفاعلون في حوار ما .. فأحببت أن أشارك وكطبيعتي البشرية لم أتردد لحظة إقتربت بهدوء وبأسلوبي الهادئ الذي إعتدته ، ألقيت بضعة كلمات كفيلة بأن تعلن أنني أشاطرهم أفكارهم بل وكلماتهم ... إلا أنه لم ينتبه لوجودي أحدهم ،، تحدثت من جديد ، فلربما مع حدة الموقف ضاعت كلماتي فلم يلتفتوا لها ،،، إلا أن كلماتي باتت بكماء !! لم يسمعها أحدهم للمرة العشرين
قمت بالدوران حول المجلس الذي يجمعهم ، وإنهالت تساؤلات نفسي هل أنا لست منهم ،كنت يوما بشري مثلهم وتحولت الآن لمجرد روح تطوف المكان !! أزعجتني الفكرة بشدة
إلا أني وجدتها فكرة ساذجة
فكيف يحدث ذلك إلا فلأكون الآن في دنيا آخرة وأمامي ثواب وعقاب .. جنة أو نار
لم أعتاد هذا الإحساس بعدم التواجد ، فهو إحساس اللا حي ، لا نبض فيه ولا تفاعل
هل سأرثي حالي وأتحرك بخطواتي مبتعدا عن مجلسهم !! وبدوري أكتفي باللامادة التي أشعر بها حاليا
كيف هو ذلك ، وكيف لي أن أتحمل هذا الشعور ، لابد أن تتحول كلماتي إلى صوت بل وأجد لصوتي تأثيرا على مجرى الحوار
..
قررت أن أصرخ فيهم من جديد ، لن أدعهم يتركوني هائما لا أدرك
لهذا أقتربت من أحدهم وجذبته بعنف وتحدثت بقوة معلنا وجودي .... أصبح المجال مفتوحا لي الآن لأعرض نفسي فقد تعلقت بي أنظارهم في إنتظار كلماتي
ها أنا ذا .. أعبر من جديد وأتحدث فيسمعوني ، كلماتي ناطقة وصوتي واصل ... الحمد لله أنني منهم
" بشري مسموع الصوت "
نتيجة حتمية للموقف .. دخلت في أعماقي متسائلا كيف كنت مرتابا لمجرد فكرة أني روح لا إنسان داخل الواقع الملموس وكيف هي كلماتي قد لا تُحدث أثرا
لماذا كرهت الحياة يوما وتمنيت لو كنت طائر محلق أو مجرد زهر عطر
ياله من تناقض هو هذا الشعور بأهمية التواجد كأنسان مؤثر وتأبى نفسي التصريح بقيمة الحياة
....
تلك القيمة سيتم تعزيزها حقا بوجود رأي مؤثر ، وتصرف فعال
هكذا تكون الحياة .. تلك هي المادة
!!!
0 comments:
Post a Comment