Thursday, September 30, 2010

لافتات هامسة



لم تستطع أن تمنع دموعها هذه المرة ، بالرغم من أنها منذ سنوات لم تزرف دمعا حتى أصابها الجمود أو كاد ،،، لكن هذه المرة كانت مختلفة بحق يبدو أن قطرة العيون التي إستخدمتها مؤلمة
إلى أقصى درجة
.....

###

لم أتخيل أنها لن تعود ، حتى لو كانت أخبرتني بذلك كنت سأتهمها بالكذب ، لكن القدر كان جادا وصادقا إلى أقصى درجة
إختارها من بيننا لتكون بصحبة الرفيق الأعلى .... أغبطها
###
أُحبِك ... قالها هامسا في أذنها ، ثم نظر إلى عينيها مباشرة ونفث دخان سيجارته في وجهها وكأنه يعلن أن هذا الحب مبرر لأن تشاركته كل حياته ............ حتى أمراضه العضوية
###
جلس جواري في الأتوبيس هذا الشخص الذي هو في عمر جدي ممسكا بالجريدة اليومية يرتدي نظارة القراءة السميكة المعتاد تواجدها بين عيون شخص في مثل عمره ومايتعلق به بصره ، نظرت شذرا كيف أن هذا الجيل لازال متمسك بتلك الجرائد الورقية في ظل عالم ملئ بالمعاملات الرقمية الحديثة .... رجعي جدا هذا الجيل يصر على التمسك بعادات بطلت
.......... لذلك أنا لا أطالع الجريدة الورقية ، لا أطالعها على الإطلاق ، هذا هو جيلنا العصري ومافعلته تعاملاتنا الحديثة
###
إبتسم لحظة إطلاقهم تلك الدعابة ، شاركم مشاعرهم المرحة حتى آخر لحظة ، ثم إنكمش في مقعده بعدما غادروه ، تذكر مشاكلاته المادية والإجتماعية لم ير في الحياة سببا واحدا لإستمرار إبتسامته ، شعر بغثاثة في حلقه ، له عذره فهو يرى أن ...... تلك الحياة مليئة بالمتاعب والألم
# # #

لم يرق له أبدا الإستمرار في هذا العمل ، فبصرف النظر عن بعده عن تخصصه الذي يحبه ، وبصرف النظر عن راتبه الذي لا يكاد يكفيه لمنتصف الشهر ، وبصرف النظر أيضا عن تسلط مديره الزائد عن الحد ، ومع هذا لم يتركه فكونه" يعمل" في زمننا هذا نقطة تميز لا بأس بها ...... ربما نظن أنه مخطأ فالوظائف " على قفا من يشيل " وربما لا
!!!
###
كان صوته مرتفعا إلى أقصى حد ، لدرجة أن ركاب الحافلة التي تقلنا جميعهم تعجبوا من إنفعاله المبالغ فيه ، كان يتحدث عبر الهاتف صارخا في محدثه بالرغم من أنه ليس أمامه ، مما لاشك فيه أن إنفعاله وصل لمحدثه عبر شبكة المحمول ويبدو أن الأمر يستحق الغضب وإلا لما وصل ذروته إلى هذا الحد .... أيا كان سبب الإنفعال فماذنب الهاتف البرئ ليلقى مصرعه نتيجة إلقاءه من نافذة الحافلة بعد إنتهاء الحوار
!!!
###
"

هل سبق وأن حاولت الطيران ؟

لمحته محلقا من بعيد ، بالتأكيد ملامحه تبدو مبهمة لكن من السهل تخيلها .. شاهدتها كثيرا مطبوعة على بعض الملصقات ، أحيانا كنت أتتبعها عمدا على صفحات الويب


لم يشغلني كثيرا شكل الطائر ، ملامحه ، لونه ، بصره أكان حادا أم لا يبصر

!!

إنما جذبني ذلك الشئ الذي يحلق من خلاله

تأملت أجنحته المفرودة ، أي خفة تلك التي تجعله لا يأبه بالرياح وإن إشتدت عواصفها

لاشك أن جناحيه سببا مهما في تحليقه دون أن ينشغل بأي معوق كَبُر أو صَغُر

لكنه حقا لمجهود شاق الذي يبذله مرارا من أجل الرحيل بحثا عن لقمة العيش أو حتى من أجل رحلة درامية مجهولة الهدف ، أليس من السهولة أن يحط على أرضنا -التي نأمنها نحن بني آدم- للعيش عليها ، لماذا يفضل التحليق بعيدا في سماء واسعة ؟


هل أرقه الإزدحام السكاني على وجه الأرض ، أم أنه حلق هاربا من أنفلونزا الخنازير تارة ومن الضوضاء الناجم عن البشر تارة أخرى

لا كل هذا ولا ذاك ، من المؤكد أن لسفره المتلاحق مبررا واضحا يؤكد أنه حرا

إنها الحرية تفعل به ماتفعل ،، ترفعه إلى الأعلى حيث لا نراه إلا برفع الأعناق


حرية تكمن في تخلصه من الآفات البشرية كآفات النفاق ،، الجشع ،، الشهوات ،، الكثير منها

تلك الآفات التي تربطنا بالأرض وتصر على تثبيت جذورنا بالطين ، هل سبق وحاولت الطيران ؟؟؟؟

لنفعل علينا أن نكون في حرية الطائر ، في خفته التي لا لجناحيه الفضل الأخير في وجوده أعلى الآفاق


وإنما هي روحه التي تنبض نقاءاً

فهل نستطيع أن نكون

!!

إبتسامة

كثيرون هم دعاة التفاؤل ، من يتحدثون عن التمني و الأمل ،، من العجيب أني منهم

ولكن في لحظة ما .. تركت العنان لقلمي

تفاجأت بكلمات مبعثرة ليست منظمة تتحدث عن " الأنين ، الشكوى ، الألم " لم أعد أدرى أيهما أكثر صدقاً

أهو لساني هاتفا بالأمل

!!

أم هو قلمي نابضا بالألم
!!


*********************


أتخيل لحظة ابتسم خلالها شخص ما ،، فانفرجت شفتاه لتعلن عن وجود أسنان ناصعة البياض ، واستمرت الإبتسامة لحظات طالت ، إعتقد المحيطون أن تلك البسمات تعبيرا عن حالة من البهجة ، لم يتصور أحدهم أن مابخاطره لم يكن سوى إنتباهه بمدى حرصه مؤخرا على تنظيف أسنانه

!!

لا يغرنك كثيرا إبتسامة الآخرين فالإبتسامة لن تحمل دائما معنى السعادة ، فقد يكون للإبتسامة أغراض أخرى